مؤخراً، لاحظت تاجرًا يركز على التداول الذاتي، وكانت طرقه مثيرة للإعجاب. كمتداول كمي، أعلم أهمية كتابة عوامل منطقية قوية. ومع ذلك، لا يزال يتعين علينا الاعتماد على البيانات التاريخية للاختبار، مما يتطلب منا وصف قواعد التداول بدقة.

بالمقارنة، فإن طريقة هذا المتداول الذاتي أكثر براعة. إنه ينطلق من وجهة نظر نفسية لمشاركي السوق، ويركز على شراء القاع وتداول الانعكاسات. تتضمن هذه الطريقة العديد من المفاهيم الغامضة التي يصعب قياسها، ولا يمكن وصفها باستخدام نماذج رياضية دقيقة.

يسلط هذا التباين الضوء على الاختلاف الجوهري بين التداول الكمي والتداول الذاتي. يعتمد التداول الكمي على البيانات التاريخية ونماذج رياضية دقيقة، بينما يعتمد التداول الذاتي أكثر على الفهم الحدسي لنفسية السوق ودينامياته.

في بعض الأحيان يجب الاعتراف بحدود نماذج السلاسل الزمنية في توقع اتجاهات السوق. لفهم السوق بعمق، قد نحتاج إلى الخروج من التحليل الكمي البحت، ومراقبة وتفسير اتجاهات السوق بشكل أكبر من منظور المشاركين في السوق.

هذه الرؤية تلهمنا للتفكير: أثناء السعي لتحقيق دقة واستنساخ استراتيجيات التداول، هل ينبغي أيضًا ترك مجال للحدس وإحساس السوق؟ ربما يكون هذا هو المكان الذي يمكن فيه للمتداولين الكميين والمتداولين الذاتيّين التعلم من بعضهم البعض والاستفادة.